اقوال عن سيدنا يوسف ، وهُو نبيّ مِن الْأَنْبِيَاءُ الَّذِينَ أرسَلهم اللَّهُ سُبْحَانَهُ وتَعالى لِهِدَايَة الْبَشَر ، وَهُوَ ابْنُ النَّبِيِّ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَأُمِّه هِي راحِيل ، كَان رَفيع الخُلق وقَوي البدِيهة مُنذ نُعُومَة أَظْفَارَه ، وَكَان شَديد الْجَمَال أيضًا ، وذُكِرت قِصّته هُوَ وَوَالِدُهُ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ ، حيثُ أعتُبِرت مِنْ أَجْمَلِ وأروع الْقَصَص الَّتِي ذُكرت فِي الْكِتَابِ الْحَكِيمَ ، اقوال عن سيدنا يوسف كَانَ لَهُ إحْدَى عَشَرَ أخًا أحدهُما مِن وَالِدَتَه راحِيل إسمُه بِنْيامِين ، وَعَاش سيّدنا يُوسُفَ فِي كَنَفِ أَبِيه يَعْقُوب ، وَفِي يَوْمِ ذَهَب يُوسُفَ إلَى واَلِدِهِ وَأَخْبَرَه بأنّه رَأَى إحْدَى عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرُ سَاجِدِين لهُنّ فعلِم أَبِيه أنّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ سَوْف يَهبُ ابْنِه شأنًا عظيمًا ، وَأَنَّه سيُميّزه عَن إخْوَتِه ، حيثُ طَلَب مِنه أَبِيهِ أَنَّ لَا يُخبر إخْوَتِه بِمَا حَلَم ، لِأَنَّهُ يَعْلَمُ بِمَا يكيدُون لَه ، فِي هَذَة غزة بلس نُقدّم اقوال عن سيدنا يوسف . .
- ﴿ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾
- يقول الله عز وجل في الحديث القدسي : (( أنت تريد وأنا أريد ، فإذا سلمت لي فيما أريد كفيتك ما تريد ، وإن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد ، ثم لا يكون إلا ما أريد ))
- فإخوة يوسف أقوياء ، وقد مكروا به ، ووضعوه في غياب الجب ليتخلصوا منه ﴿ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾
- صار عزيز مصر ، الذين عارضوا النبي عليه الصلاة والسلام هم في مزبلة التاريخ ، والصحابة الكرام الفقراء الذين وقفوا معه أعلام في الدنيا والآخرة .
المغزى من القصة
المغزى الأول : - أول مغزى في هذه القصة أنه مستحيل أن تطيعه وتخسر ، وأن تعصيه وتربح .
المغزى الثاني : - أن الله سبحانه وتعالى أودع في الإنسان الشهوات ، وبإمكانه أن يمارس هذه الشهوات بكل حرية وطلاقة ، ولكن الله سمح له بكل شهوة بحيز عند الله مقبول ، وما سوى هذا الحيز مرفوض .
- حينما يضبط الإنسان شهوته وفق منهج الله يستحق من الله التكريم ، الآن الله عز وجل يكرمه بسعادة تفوق ملايين المرات عن اللذة التي كاد أن يحصلها من شهوة محرمة .
- لذلك إن لم تقل وأنت مطيع لله عز وجل : أنا أسعد الناس ففي إيمانك خلل .
﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ﴾ - المعنى المخالف لو أنك اتبعت هواك وفق هدى الله عز وجل لا شيء عليك إطلاقاً ، فسيدنا يوسف كان شاباً في ريعان الشباب ، وكان عبداً ، وهناك أكثر من عشر أسباب تدعوه إلى أن يقترف المعصية ، أولاً غريب ، وثانياً التي دعوته إلى الفاحشة سيدته ، وليس من صالحها أن تفضحه ، وهو أعزب ، ووسيم .
غلقت امرأة العزيز الأبواب ودعت سيدنا يوسف للمعصية فأبى
في كتب التفسير كلام طويل حول الأسباب التي يمكن أن تكون مخففة له لو اقترف الفاحشة ، ومع ذلك قال : - ﴿ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾
- جعله الله عزيز مصر ، لذلك يروى أن جارية في القصر تعرفه عبداً مملوكاً ، ثم رأته عزيز مصر ، فقالت : سبحان من جعل العبيد ملوكاً بطاعته ! لذلك الله عز وجل يقول : ﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾
- هذه الآية في ظاهرها موجهة إلى النبي عليه الصلاة والسلام ، ولكن في حقيقتها هي لكل مؤمن ، كل مؤمن يؤثر طاعة الله يرفع له ذكره .
الشيء الثاني : أن المؤمن ولاسيما الشاب حينما يجعل قدوته هذا النبي الكريم الذي تميز بالعفة ، ماذا قال سيدنا جعفر عن رسول الله للنجاشي ؟ قال له : (( حتى بعث الله فينا رجلاً نعرف صدقه وأمانته وعفافه )) - وكأن هذه الكلمات الثلاث أركان الخلق الكريم ، صادق إذا تحدث ، أمين إذا عاملته ، عفيف إذا استثيرت شهوته .
الآن إذا تتبعت ما ينشر في الصحف في العالم كله من فضائح ، كل هذه الفضائح تندرج في بابين ، فضيحة مالية أو فضيحة جنسية.